Sunday, August 12, 2012

مهمه إلى الجنوب - الجزء الأول

في يوم الخميس تلقيت إتصالا من صديقي الذي يعمل في مراكز تعزير الإنتاجية إرادة يطلب مني القدوم معه في مهمة إلى الجنوب لتوثيق و تصوير أهم المنتجات التي تنتجها المشاريع و الجمعيات التي تقع تحت مظلتها.

إرادة إحدى أهم و أكثر مشاريع وزارة التخطيط نجاحا في دعم المشاريع الصغيرة و المتوسطة في المملكة، الدعم الذي تقدمة إرادة يتضمن الكثير من الميزات مثل التدريب و الدعم الفني و دراسات الجدوى و حديثا بدأ التسويق للمنتجات يدخل تحت مظلتها. و أحد أهم الأمور التي تجعل العمل مع إرادة فعالا هو عدم تعاملها المالي مع الشاريع فهي لا تعطي المنح و لا تقرض النقود و بالمقابل فإن خدماتها مجانية تماما، مما يجعلها الملاذ الأمن و الأفضل لجميع المشاريع الصغيرة و المتوسطة عند حاجتها للنصيحة و الدعم الفني و التقني.


كان للمهمة هدفين أساسين، الأول تصوير المنتجات و توثيقها لإستخدامها من قبل إرادة نفسها و لإطلاع الوزارة عليها، الهدف الثاني هو محاولة دعم المشاريع عن طريق بيع منتجاتها من خلال الموقع الإلكتروني "بلكونة فرح" Farah Balcony، المتخصص في بيع المنتجات الحرفية اليدوية. 

في تمام السادسة و النصف من يوم السبت الذي لحق الإتصال كنا في طريقنا إلى الطفيلة و كانت معي كاميرتي، توقفنا في القطرانة لتناول الإفطار، ثم أكملنا الطريق، خلال المدة التي كنا نقطع فيها الطريق كنت اتأمل جوانب الطريق و الأبنية التي تحيط به، و هنا فهمت أمرا لم أكن أعلمة من قبل، وهو أن الحضارة و العمران في الأردن تتركز في العاصمة عمان. كنا نقطع مسافات طويلة دون أن نرى مباني أو بشر، فقط مركبات تسير معنا أو عكسنا متجة إلى عمان.

وصلنا الطفيلة في الساعة التاسعة صباحا، و هو يوم إجازة رسمية لمركز إرادة الموجود فيها، و لكنهم لم يتوانوا في جمع المنتجات من المشاريع لتصويرها و توثيقها، و نظرا للوقت الضيق الذي أعطي لهم لم يستطيعوا جلب الكثير من المنتجات، فكل ما جلبوه كان 110 منتجات من ثلاثة مشاريع.

من خلال ما صورته في ذاك اليوم كنت أرى منتجات يجب أن لا تصنع من الأصل إما لعدم وجود سوق لها أو لأن طريقة التصنيع سيئه، و في المقابل كنت أرى منتجات صالحة للتسويق مباشرة دون الحاجة لأي تعديل حيث أن لها سوق و طريقة التصنيع ممتازة حتى أخر التفاصيل، و كانت هنالك منتجات بين الفئتين، جيدة و لكن! و هذا قليل مما رأيت.

بيت موبيل


بيت موبيلبيت موبيل


هذا المنتج من أوائل المنتجات التي يجيب إيقاف إنتاجها بشكلها الحالي، لم تعد الهواتف الخلوية مثل السابق متماثلة الحجم و المواصفات، و خصوصا بعد إنتشار الهاتف الذكي بين الناس بكثرة و كثرة إستخدام الكاميرا فيها، مثل هذا البيت مع ما فيه من جمال منظر و جودة صناعة، إلا أن فرص بيعة شبة معدومة لعدم توافق حجمة و تصميمة مع التصاميم التي ترتديها الصبايا هذه الأيام مع العلم بعدم رغبة الرجال بمثل هذا المنتج.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا لمى لا يزال هذا البيت قيد الإنتاج؟! كيف لنا أن نوصل لصانعة و لغيره ما هي المنتجات المرغوب بها و ما هي المنتجات التي يجب إقافها، فليس من المعقول أن يضيع مثل هذا التعب و الجهد هباء الرياح!

و للحديث تتمه

حسن الحلبي

No comments:

Post a Comment